يقول تعالى:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}
أرجوا أن تلاحظ معي بدقة استهلال الآية الكريمة: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} فالعبادة لله تعالى وحده هي خالص الحبّ.. وقمته وذروته، ثَنَّى الله عز وجل بقوله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} فالإحسان إليهما نهيرٌ صغير من غدير الحب يتدفق رقراقاً..
ثم فصّل - سبحانه- إحسانا، بالقول والفعل .. بالكلمة الطيبة الكريمة.. وخفض الجناح مع الرحمة…
وقال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه لمن سأله عن أحق الناس بحسن صحبته:
( أمُّك.. أمُّك …ثمّ أبوك)
وقال أيضاً : ( أنت ومالك لأبيك)
ويطول بنا الحديث لو استعرضنا بالتفاصيل القواعد والأصول التي تقوم عليها علاقةُ كل من الطرفين بالآخر.. الأبوين والأولاد، وحقوق كلٍ على الآخر .
ويكفينا القول بأنَّ الحب، والحب وحده هو القاعدة الإنسانية أما العواطف الأخرى فهي منبثقة، وتتشكّل من خلاله ، وتستقي من ينبوعه الذي لا ينضب .
وذوو الرَّحم وهي درجة أخرى من المحبة فذوو الرحم أقارب المرء وأهله ، وإن شئت فقُل هم أسرته الكبرى.. والرحم مشتقة من الرحمة ، فهي بحد ذاتها تتضمن تلقائياً معنى الود والحب، وكل يرجع إلى ( الرحمن _ الرحيم ).
وفي الحديث القدسي يقول الله سبحانه وتعالي للرَّحم:
(( أصِل من وصلك وأقطع من قطعك))
ناهيك بالآيات البينات في القرآن الكريم التي تحضُّ على صلة ذوي الأرحام:
{وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}