ابو امجد مشرف
عدد المساهمات : 167 تاريخ التسجيل : 19/08/2009
| موضوع: قصة قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي السبت أكتوبر 17, 2009 2:22 pm | |
| كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور يضيق على الشعراء فهو كان يحفظ القصيدة من أول مرة يسمعها فيها فكان يدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه و كان لديه غلام يحفظ القصيدة بعد أن يسمعها مرتين فكان يأتي به ليسردها بعد أن يقولها الشاعر و من ثم الخليفة و كان لديه جارية تحفظ القصيدة من المرة الثالثة فيأتي بها لتسردها بعد الغلام ليؤكد للشاعر بأن القصيدة قد قيلت من قبل و هي في الواقع من تاأليفه و كان يعمل هذا مع كل الشعراء فأصيب الشعراء بالخيبة و الإحباط خاصة أن الخليفة كان قد وضع مكافأة للقصيدة التي لا يستطيع سردها وزن ما كتبت عليه ذهبا فسمع الأصمعي بذلك فقال : إن بالأمر مكر . فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني و لبس لبس الأعراب و تنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير فدخل على الأمير وقال : إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك و لا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك ، فألقى عليه القصيدة التالية :
صوت صفير البلبلي *** هيج قلبي الثملي
الماء والزهر معا *** مع زهرِ لحظِ المٌقَلي
و أنت يا سيدَ لي *** وسيدي ومولي لي
فكم فكم تيمني *** غُزَيلٌ عقيقَلي
قطَّفتَه من وجنَةٍ *** من لثم ورد الخجلي
فقال لا لا لا لا لا *** وقد غدا مهرولي
والخُوذ مالت طربا *** من فعل هذا الرجلي
فولولت وولولت *** ولي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولي *** وبيني اللؤلؤ لي
قالت له حين كذا *** انهض وجد بالنقلي
وفتية سقونني *** قهوة كالعسل لي
شممتها بأنافي *** أزكى من القرنفلي
في وسط بستان حلي *** بالزهر والسرور لي
والعود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لي
طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي
شوى شوى وشاهش *** على ورق سفرجلي
وغرد القمري يصيح *** ملل في مللي
ولو تراني راكبا *** على حمار اهزلي
يمشي على ثلاثة *** كمشية العرنجلي
والناس ترجم جملي *** في السوق بالقلقللي
والكل كعكع كعِكَع *** خلفي ومن حويللي
لكن مشيت هاربا *** من خشية العقنقلي
إلى لقاء ملك *** معظم مبجلي
يأمر لي بخلعة *** حمراء كالدم دملي
اجر فيها ماشيا *** مبغددا للذيلي
انا الأديب الألمعي من *** حي ارض الموصلي
نظمت قطعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي
أقول في مطلعها *** صوت صفير البلبلي
حينها أسقط في يد الأمير فقال : يا غلام يا جارية . قالوا : لم نسمع بها من قبل يا مولاي. فقال الأمير : أحضر ما كتبتها عليه فنزنه و نعطيك وزنه ذهباً. قال : ورثت عمود رخام من أبي و قد كتبتها عليه ، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير : يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي . فقال الأمير : أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير : أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟! قال : يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير : أعد المال يا أصمعي . قال : لا أعيده. قال الأمير : أعده . قال الأصمعي : بشرط . قال الأمير : فما هو ؟ قال : أن تعطي الشعراء على نقلهم و مقولهم . قال الأمير : لك ما تريد . | |
|